في إطار صفقة سنوية بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم لجهة الدار البيضاء وشركة للأمن الخاص، تم اعتماد حوالي 80 حارسا خاصا بـ 40 ثانوية، لتأمين الأمن داخل المؤسسات التعلمية وبمحيطها، وذلك بعد تنامي ظاهرة الاعتداءات على الأساتذة والتلاميذ، وبعد أن أصبحت المؤسسات التعليمية مستهدفة بشكل كبير من قبل شبكات ترويج المخدرات وغيرها من
المواد الخطيرة... وأوضح نصر الدين الحافي مدير الأكاديمية لـ''التجديد'' أن اعتماد حراس خاصين يأتي في إطار صفقة مع شركات للأمن الخاص، انطلقت بالتدريج أولا على صعيد الأكاديمية، ثم على مستوى النيابات التعليمية، والآن على مستوى بعض المؤسسات التعليمية في انتظار تعميم التجربة، وذلك بحسب احتياجات المؤسسات التعليمية ذات الأولوية، فقد تم الأخذ موقع المؤسسة وحاجتها لخدمة الحراس العموميين (الأعوان)... بعين الاعتبار، واستفادت المؤسسات المعنية من حارسين لكل مؤسسة تعليمية، بأجر شهري يساوي في المتوسط حوالي 1600 درهم لكل حارس.
وموازاة مع ذلك انطلق بمحيط المؤسسات التعليمية عمل خلايا أمنية متخصصة في متابعة الانحراف في صفوف التلاميذ داخل المؤسسات التعلمية وبمحيطها بجهة الدار البيضاء، وإلى ذلك مازالت تباشر عناصر الأمن حملات تمشيطية ودوريات مكثفة بالزي المدني والزي الرسمي بين الفينة والأخرى، بالمدارس الخاصة والعمومية قصد اعتقال المتهمين بترويج المخدرات الجديدة، لفتح تحقيق في ملابسات الحادث ومعرفة مصدر الحلويات الملغومة.ويأتي ذلك بحسب فعاليات نقابية في أعقاب ارتفاع شكايات آباء وأولياء التلاميذ ومدراء بعض المدارس من تصاعد تعاطي المخدرات، وتزايد أعداد مروجيها، وانتشار مقاهي الشيشة في محيط المؤسسات التعليمية..، وأكدت مصادر مطلعة لـ ''التجديد'' أن دورية صدرت عن مصالح الأمن الولائي بالعاصمة الاقتصادية بعد لقاء كان جمع مدير الأكاديمية وبعض مسؤولي الأمن، لتشكيل خلايا إقليمية لتتبع مروجي المخدرات بالمؤسسات، وتعطي هذه الدورية تضيف المصادر ذاتها الصلاحية للأمن الإقليمي ليتتبع بشكل خاص مظاهرالتحرش الجنسي، الاعتداء على التلاميذ، وترويج المخدرات وتعاطيها، عبر تلقي مكالمات هاتفية من مدراء المؤسسات التعليمية للتبليغ عن ذلك. وأشار إلى أن لقاء في هذا شأن كان عقد بنيابة المحمدية، جمع رجال الأمن الإقليمي بالمنطقة ومديروا المؤسسات التعليمية ومسؤولي المصالح داخل النيابة.
وكانت مذكرة تحذيرية رقم (09/1003) عممتها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء على المؤسسات التعليمية، وجهت أطرالإدارة التربوية، إلى واجب التوعية والتحسيس في صفوف الآباء والأسر وأولياء الأمورلأجل توعية أبنائهم وبناتهم بالامتناع عن اقتناء أي نوع جديد أو غريب من الحلوى مالم يكن معروفا ومتداولا من قبل، ومن ضرورة حمل هذا الأمر إلى الدوائرالأمنية لينال حقه من البحث والتحري.وأكد نصر الدين الحافي أن الأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم تتعاون مع جمعيات المجتمع المدني من أجل محاربة كل ما يمكن أن يروجه بعض الباعة المتجولين من مثل هذه المواد المخدرة. وحسب مذكرة وجهها المعهد الوطني لعلم السموم، فالعقاقير التي تروج على شكل حلويات يمكن أن تتسبب في حالة من الإدمان، أو التسمم.
ووفقا لنتائج الدراسة الاستقصائية التي كانت قد أجرتها وزارة الصحة في عام ,2001 فإن حوالي 3147 من شباب المدرسة يتعاطون التدخين، وبحسب إحصائيات سنة 2004 فإن الاستهلاك هو أعلى في أوساط الشباب في الدار البيضاء (5 ,11بالمائة) ، ويكون في الغالب بين الذكور (22,3 بالمائة مقابل 1,9 بالمائة للفتيات)، ويبدأ في سن مبكرة جدا ثم يتكثف التعاطي تدريجيا بعد سن 18 سنة، وتبلغ نسبة استهلاك الشباب للمخدرات مرة واحدة لتلبية فضول هي 4,3بالمائة.
جريدة التجديد
عزيزة الزعلي
2/1/2009