ملايين الصور البورنوغرافية تستبيح أجساد الأطفال بمراكش
شخصيات مهمة متورطة في الاستغلال الجنسي للأطفال
مكتب مراكش: عبد الصمد الكباص
أعاد ملف "رياض الصابة" الموضوع أمام أنظار القضاء هذه الأيام بمراكش إلى الواجهة، قضية التوظيف الجنسي للطفولة وإدخال براءة الاطفال في صلب استثمار مريض تتداخل فيه رهانات الاعتناء غير المشروع وتفعيل تجارة إشباع النزات المنحرفة والسيولات الشاذة• فليست هذه هي المرة الاولى التي تكتشف فيها شبكة مختصة في التسويق البورنوغرافي لجسد الاطفال بالمدينة الحمراء• فكلنا نتذكر الصدمة التي خلفها
اعتقال الفرنسي هيرفيه الذي عثر بحاسوبه على 170.000 صورة بورنوغرافية لأطفال مغاربة ملتقطة في أوضاع خليعة بأحد رياض مراكش و140 ألف تسجيل فيديو من نفس الصنف كان يتاجر فيها بالمواقع الاباحية على الشبكة العنكبوتية• وكانت الصدمة الأكبر في هذه الفضيحة كون الفونسي يباشر جريمته بمساعدة مغاربة يتكفلون باصطياد الاطفال من أحياء رياض الزيتون والملاح (حي السلام)•• والاسوأ من ذلك أن لأجساد هؤلاء الاطفال وبراءتهم سومة في السوق لاتتجاوز 200 درهم• وهو ما جعل من تفاصيل هذه الملف بعثا مباشرا لنخاسة ممجوجة بكل ما يمكن ان تنطوي عليه هذه الكلمة من مضامين إهدار الكرامة والقرف والاهانة• وظلت هذه القضية موضوع إثارة حتى وهي معروضة على المحكمة وتفرعت عنها قضايا أخرى• ورغم البت فيها وإصدار الاحكام في حق المتورطين، إلا أن نقط معتمة منها مازالت الى اليوم لم تجد الحل المقنع لألغازها، وخاصة تلك المتعلقة بوفاة أحد أطرافها بشكل مفاجىء، حيث عثر عليه مشنوقا بمستودع بلدي• وبقي تجار البورنوغرافيا والبيدوفيلي الباحثين عن سوق بخس للحم الطري يصطادون في مستوطنات الفقر بمراكش ويتاجرون في براءة الاطفال بوحشية وبنفس طويل لا يكل ولايمل• لذلك لايكاد الرأي العام يطوي ذكرى مؤلمة لفضيحة من هذا النوع حتى تندلع رائحة فضيحة أفظع منها• وهكذا ذوت قضايا مماثلة بشكل متسلسل من شبكة البورنوغرافيا التي تورط فيها أزيد من عشرين شخصا الى قضية مدير دار الاوبرا بباريس الى قضية الشرطي مصطاد طفل محطة باب دكالة الى قضية الطفلة فاطمة الزهراء وغيرها كثير، وصولا الى قضية رياض الصابا حديثة العهد• قبل أسابيع ضبط عناصر أمنيون في محيط مراكش مسؤول دبلوماسي عالي المستوى بإحدى دول أمريكا اللاتينية في وضعية انتهاك حرمة طفل• كان الملف في درجة كبرى من الحساسية• أنجزت المسطرة أولا وطمست فيما بعد وساد الصمت حول مآل هذه الواقعة• كان في ذلك ما يشكل إحراجا كبيرا ليس للشخص المتورط بل للدولة التي يمثلها• تورط شخصيات مهمة في ملفات الاستغلال الجنسي للاطفال والقاصرين بمراكش تعمق مع قضية مدير دار الاوبرا بباريس الذي لاتخفى على أحد قيمة
مهمته المهنية وثقلها والعلاقات القوية التي تربطه بكبار مسؤولي الجمهورية الفرنسية• حيث عرض ملفه على أنظار المحكمة هو وشريكه بصك متعدد التهم كالشذوذ وتحريض قاصر على الدعارة وحيازة واستهلاك مخدر الشيرا واعداد محل للدعارة وجلب أشخاص للبغاء وحيازة مواد إباحية وصور خليعة وعرضها•• استقطب هذا الملف اهتماما كبيرا من قبل الرأي العام الوطني وشكل موضوعا لنضالات الجمعيات الحقوقية ومنظمات
الطفولة• وبالمقابل حظي باهتمام الصحافة الفرنسية، حيث انتقلت كاميرات قناتي TF1 وفرانس 2 الى مراكش، إضافة الى عدد من محرري الجرائد الفرنسية من أجل متابعة أطوار المحاكمة وهو ما يعكس الثقل الذي يتمتع به الشخص المتورط في هذه الفضيحة• وفي ا لوقت الذي كانت فيه الجمعيات الحقوقية ومنظمات الطفولة تحشذ دعمها الكامل لصالح القاصر الضحية، تقوت الضغوط التي مورست لفائدة مدير دار الاوبرا وفتحت عرائض التضامن معه بآلاف التوقيعات منها أسماء كان باب قصر الاليزي مفتوحا في وجهها• النازلة تكونت تفاصيلها بعد رصد فرقة تابعة للشرطة القضائية بالمدينة لحركة غير عادية بالفيلا التي يقطنها المتهم الفرنسي (ج• سومير) والمتمثلة في تردد قاصر عليها• وذات مساء ضربت الحراسة السرية حولها وبعد دخول القاصر المعني الى المكان وبأمر من النيابة العامة اقتحم عناصر الامن الفيلا• فكان أول ما لاحظوه عراء المتهم الفرنسي البادي للعيان خلف اللباس التقليدي الذي يرتديه (الفوقية)• وبغرفة نومه حجز المحققون قضيبا تناسليا بلاستيكيا أسود اللون ومجموعة من القفازات البلاستيكية وعدد من المرهمات والزيوت من مختلف الانواع، إضافة الى كم مهم من العوازل الطبية• وتبين من خلال التحقيق أن هذه المحجوزات تستعمل في ممارسات شاذة، كما حجزوا عددا من الصور البورنوغرافية وعثروا بذاكرة حاسوبه الشخصي على مجموعة
أخرى من المشاهد الاباحية• البحث التمهيدي مع القاصر المثبت في محاضر الشرطة يؤكد أنه قدم الى الفيلا المذكورة بوساطة مغربي آخر قصد ممارسة الجنس مع الفرنسي المتهم مقابل
300 درهم• أما التعارف بينهما فتم أولا بواسطة الانترنيت ودعاه عن طرفه التهم الفرنسي الى بيته، فكان أول لقاء بينهما• وهناك كذلك تعرف على الوسيط المغربي الذي أخبره فيما بعد برغبة مدير مسرح باريس بمعاشرته جنسيا مقابل إغراء مالي• أثناء المحاكمة اعترف المتورط الاجنبي بأنه كان شاذا جنسيا عندما كان شابا وأنه لم يعد كذلك• لكنه حاول إنكار تهمة استغلال القاصر المغربي لأغراض جنسية، موضحا ان استقباله ببيته تلك الليلة كان من أجل البحث عن عمل قار له!! الاستغلال الجنسي للأطفال بمراكش ليس دائما ملصقا بالاجانب لوحدهم• ولايندرج في مطلق أحواله في إطار السياحة الجنسية• بل له سياق مغربي بأطراف
محليين لاتسلط أضواء الفضيحة عليهم بما يكفي• والقضايا المعروضة أمام المحكمة تؤكد ذلك، كان من أشهر هذه الملفات القضية التي تورط فيها لاعب سابق بفريق كروي مراكشي معروف• حيث حاول غواية طفل يشتغل عند أحد الحرفيين بالسوق التقليدي• تردد المتهم مرارا وتكرارا على محل عمل الطفل الذي لم يكن حينها يتجاوز عمره 12 سنة• وذات صباح ترصد مروره فاستدرجهالى بيت سكنه بحجة مساعدته في حمل أمتعة• صدقه الطفل وصحبه الى منزل تقليدي بحي المواسين، وماكاد يدخل البيت حتى أغلقه عليه• واحتجزه لمدة طويلة تجاوز شهرا كاملا كان خلالها ينتهك عرضه ويستعمل جسده لاشباع نزواته الشاذة المريضة• الاستغلال البورنوغرافي للاطفال لا يقف بمراكش عند مستوى استثمار اجسادهم في صور وأفلام، بل كذلك في اختراق اذهانهم وتأثيث خيالهم بصور الخلاعة عبر ترويجها في صفوفهم • والفضيحة التي اثيرت باعدادية عثمان بن عفان بمنطقة الاوداية نموذج لذلك• فخلال الحصة اثار انتباه استاذة الفرنسية التحرك غير العادي لتلميذة يبلغ عمرها 15 سنة التي كانت مشغوله بدفع ملف فوق الطاولة نحو زميل لها• فقامت الاستاذة بحجز هذا الملف الى نهاية الحصة• لكن شكوكها تقوت بشأنه بفعل إلحاح التلميذة على استرجاع الملف وإصرارها على أن يتم ذلك بسرعة• وهو ما دفع الاستاذة الى فتحه فوجدت بداخله دفترا يضم قرصا مدمجا يحمل غلافه صورة اباحية لفتيات عاريات• فأبلغت الاستاذة الحارس العام بالنازلة• وبعد عرض القرص على المدير شغلوه بالحاسوب
فتبين انه فيلم للخلاعة• فحرر تقرير في الواقعة وجه الى السلطة المحلية ونيابة التعليم بمراكش• وتم توقيف التلميذة عن الدراسة• ليتحول الملف بعدها الى الضابطة القضائية التي فتحت تحقيقا فيه• تحريات المحققين كشفت أن زميلا للتلميذة المتورطة هو الذي تسلم القرص المتضمن لافلام بورنوغرافية من احد ابناء دواره و الذي يتبادل معه عادة اقراص أخرى• واعترف الطرف الثاني انه اقتنى هذه القرص من شخص يجهله بالسوق الاسبوعي "اثنين الاوداية" مقابل عشرة دراهم• فانتقلت الضابطة القضائية يوم انعقاد السوق الى عين المكان حيث تم ضبط بائعين لاقراص مدمجة تحتوي على افلام اباحية• و بعد الاستماع اليهما اعترف اولهما و هو من ذوي السوابق انه يقتني هذه الاقراص من بائع آخر بسوق الخميس بمراكش• اما الثاني فقال ان شخصا اخر هو الذي وضعها لديه بقصد توريطه• فانتقل المحققون الى سوق الخميس ليعثروا على ثلاثة اقراص بورنوغرافية اخرى• فيما كان القرص الذي ضبط بحوزة التلميذة بحصة الفرنسية سببا في حجز 51 قرصا آخر من نفس النوع الخليع!! طعم الاستغلال الجنسي لبراءة الاطفال يأخذ مذاقا اكثر مرارة عندما يكون فضاؤه بيت الوالدين ويكون احد الاصول هو الطرف الضالع فيه• تكررت مثل هذه الجريمة عدة مرات• وكان ما يعرض على المحاكم قضية الطفلة فاطمة الزهراء• ففي يوم الاربعاء الماضي (21 نونبر 2007) ذرفت هذه الطفلة التي لا يتجاوز عمرها 13 سنة الكثير من الدموع وهي تتحدث امام محكمة الاستئناف بمراكش عن محنتها مع والدها المتابع في حالة سراح• كان من الممكن ان تكون فاطمة الزهراء كباقي الاطفال تلعب وتحلم وتتابع دراستها وتخفق باناشيدها للحياة الممتدة امامها• لكن لاشيء من ذلك حدث معها• لانها تجر وراءها محنة كبيرة و معاناة تجاوزت قسوتها كل الحدود• والدها يطاردها بتهديداته لها حيث انقطعت هي وأختها الصغرى عن الدراسة بسبب ذلك وتشردتا خوفا من بطشه• محنة فاطمة الزهراء انطلقت عندما قررت الخروج من صمتها وتفضح الجريمةالتي تمارس عليها باستمرار وتقول لوالدها وللشرطة القضائية وللنيابة العامة ولقاضي التحقيق ولهيئة المحكمة ان والدها الذي ولدت من صلبه يستغلها جنسيا لازيد من سنة ممارسا عليها نزوعاته الماجنة المريضة مستغلا غياب أمها عن البيت وانشغالها بالعمل في بيوت الآخرين لتأمين مصروف الاسرة••• عرضت الطفلة اولا على طبيبة بمراكش التي اكتشفت من خلال الفحوص أنها تعاني من جروح على مستوى الدبر الذي اتسع خاتمه بشكل لا يناسب سنها، استغرق التحقيق والمتابعة في القضية سبعة اشهر لتقرر المحكمة عرض الضحية على الخبرة الطبية التي كانت نتيجتها "ليس مستبعدا ولا مؤكد ان تكون قد تعرضت لممارسات جنسية
تحت الضغط والإكراه من الدبر" واستنادا الى هذه النتيجة برأت المحكمة الفاعل واخلت سبيله لتدخل معاناة الطفلة اطوار أخطر•
اللاتحاد الاشتراكي
2007/11/24