ماذا تمثل التجهيزات المدرسية بالنسبة إليكم؟
ـ إن الحديث عن المنشآت المدرسية والتجهيزات الخاصة والملائمة يكشف عن الأبعاد التي تحكم العملية التعليمية برمتها بل إنه يطرح نوعية التعليم الذي نسعى إليه غاياته، أهدافه، وسائله، والاستراتيجيات المقترحة لبلوغ تلك الأبعاد• وإذا كان تعليمنا ورشة كبرى على مختلف المستويات تحت شعار الإصلاح•• فإن التجهيزات المدرسية ورش كبير مازال التفكير فيه تتحكم آثار العقلية القديمة التي تميز بين المعرفة النظرية والمعرفة العلمية ومنها الانعكاسات السلبية التي تعيشها مؤسسات سواء في التعليم العام أو التقني.• كيف هو واقع التجهيزات المدرسية في نظركم؟
ـ إن الملاحظة المباشرة والأولية لمؤسساتنا التعليمية تفضي إلى أن خلاصات مرة تشهد على هيكلة عتيقة ومقاربة بعيدة عن مستجدات ومتطلبات التعليم المعاصرة فحيث توجد >المختبرات العلمية< نجد أنفسنا أمام بنايات تآكلت من فرط اللامبالاة والإهمال، إضافة إلى عامل الزمن الذي يضيف للحالة السيئةللمختبرات مما يجعلنا أمام مختبرات >تحتضر< وما إلى ذلك مما يطرح ضرورة دق ناقوس تصل رناته إلى آذان وعقول المسؤولين من أساتذة ومفتشين وإداريين إن تلامذتنا لا يدرسون أحيانا من الكيمياء إلا تجارب افتراضية أصبحت بفعل الخصاص والحاجة تدخل في مضمار التجارب النظرية المعاصرة مع العلم أنها إنتاجات للفيزياء الكلاسيكية••• أما التجارب الفيزيائية فهي منعدمة لأسباب منها غياب اللوازم الخاصة بها، غياب الظروف الأمنية المحيطة بها أيضا/ اكتظاظ الأقسام مما يجعل التجربة مستحيلة إن لم تكن في الفترة المخصصة لها انتقلت عند البعض إلى فترة استراحة ووقت ميت••• أما التجهيزات الخاصة بالتعليم العام في شعبه الأدبية كالاجتماعات مثلا فإنها لا تواكب المستجدات التكنولوجية فلازالت السبورة والخريطة هي الوسائل الديداكتيكية المتوفرة• ونحن نتحدث عن التجهيزات المدرسية كيف هو حال المكتبات
أو الخزانات المدرسية؟
ـ إذا كانت تجهيزات معظم المؤسسات تعرف هذه الحالة الصحية المزرية، فإن بلوغ المكتبات لاستقرائها تجعلنا نقف أمام واقع مهول• فنحن ما نزال نعيش على هبات وعطايا العصر الذهبي للثقافة المكتوبة•••• أما ثقافة اليوم حيث
التكنولوجيا تغزو عالم المعرفة فنحن بعيدين عنها لأن المؤسسات لا توفر الحواسيب والانترنيت كأدوات للبحث والتحصيل الجيد••• بل إن المكتبات هي نفسها لم تدخل بعد في عالم العولمة الثقافية إذ مازالت الرفوف تتباهى بأطروحات عصر الثقافة العربيةى الذهبي• أما ما يكتبه المفكرون اليوم وما يتجادلون حوله من خلال المجلات وغيرها فهو بعيد عن منال المؤسسة نظرا لعدم مواكبتها لهذه المستجدات• وإن حصل أن توفرت بعض المكتبات على ذلك فعلى سبيل الصدفة لأن من يهتم بها له اهتمام خاص بذلك المجال أو غيره• إذا كانت التجهيزات المدرسية المرتبطة بالتدريس مباشرة وبالبرامج التعليمية تعرف هذا الواقع، فإن التجهيزات التي تعبر عن حبر يلتقي فيه الثقافي
بالتعليمي هي من القضايا الشائكة التي يشعر بها الجميع ولكنها أصبحت تبدو >ككمال< أو كمعطى يعبر عن الرفاهية داخل المؤسسة ونقصد هنا قاعات العرض المسرحي أو الفيديوتيك أو النادي المدرسي الأدبي والرياضي أو خلايا الاستماع للتلاميذ في وضعية صعبة من خلال تخصيص فضاء خاص بها•••الخ• ü في نظركم ما هي الحلول الواقعية الكفيلة لتجاوز الخصاص الذي تعرفه مؤسساتنا التعليمية••؟ ـ إذا كانت وضعية معظم مؤسساتنا بالمدن تعرف واقعا مترديا للتجهيزات المدرسية فما هو حال العالم الريفي الذي تكاد غرف الدراسة فيه منعدمة فهذا يدعونا إلى ضرورة التفكير معا في حلول مستعجلة لكن ليست ترقيعية••• فالمراقبة والمحاسبة ينبغي أن تكون مبدءا وسلوكا كما
أن الميزانية المخصصة لهذا الجانب ينبغي أن تحترم الشروط الضرورية وذلك بإشراف من الأساتذة أنفسهم إضافة إلى إشراك فعلي لجمعيات الآباء وإدماجها فعلا في النسيج التعليمي بصورة أكثر تجدرا من الواجهة الصورية التي مازالت تعاني منها الكثير من هذه الجمعيات• أما دور المجتمع المدني فهو ضروري لأن دخوله إلى مجال التربية والتعليم سيجعلنا ننتهج سياسة القرب سواء في بعدها الاجتماعي أو الاقتصادي أو الإنسانيعلى العموم• لذلك فكما سبقت الإشارة نحن أمام ورشة كبرى لا يمكن أن تتمم أعمالها إلا بإستراتيجية شمولية ناجحة وناجعة لأنها ستشرك الجميع في بناء جيل الغد•
----
نحن والمؤسسات التعليمية العمومية•• إن الفضاء التعليمي لم يفلح هو الآخر بالنجاة من المعاناة تحت وطأة الافتقار للبنيات التحتية التي فرضتها ظروف عصر عموده الفقري الآلة• نسمع مثلا عن هذه المعضلة خصوصا في مجال
التعليم فهذا أمر يعجز اللسان بالإفصاح عن عواقبه الوخيمة التي تستهدف من الدرجة الأولى التلميذ(ة) وتقلص بالفعل من مطالب كافة الشرائح التعليمية• فما آلت إليه وضعية التجهيزات بالمؤسسات التعليمية بسبب التخريب والإتلاف لا يتناسب بتاتا مع
المتغيرات التي تشهدها الساحة التعليمية التربوية، من تغيرات في المقررات الدراسية، والتباين الحاصل في الأنظمة الدراسية (ارتفاع المعاملات، كثرة الحصص الدراسية في بعض المواد••• الخ)• فكل هذا ومع الأسف الشديد واكبه نقص في الإمكانيات والتجهيزات الأساسية داخل الفصل، والمعدات الضرورية للقيام بالتجارب والملاحظات إلى جانب تراجع الإصلاحات وتضخم في المسؤوليات الإدارية والتربوية•
ـ إمجت نعيمة تلميذة بالثانوي ـ واقع التجهيزات المدرسية هش تعتبر المؤسسة التعليمية نوعا آخر من حياة الطالب ونمطا من أنماطى عيشه، حيث فيها ملتقى الأصدقاء ومنبع العلوم ومتغير الروتين اليومي، إلا أن هاته الأخيرة
وبغض النظر عن مميزاتها الهندسية والمعمارية، لا تلبث إلا أن تعاني من تحديات تضعها أمام الأمر الواقع• فمختف مؤسساتنا المدرسية في شتى ربوع وطننا تعاني من خصاص ونقص في التجهيزات، وتفتقر الى المعدات العلمية في مختبراتها المتواضعة، بحيث أننا نرى مدارس مشهورة على الصعيد الوطني، يقام لها ويقعد بفضل كفاءة أطرها،
مفتقرة الى أبسط التجهيزات!! فمثلا على سبيل المثال، هناك من المدارس ما تنعدم فيها المراحيض لقضاء الحاجة وأغلب فصولها مكسرة الطاولات والزجاج المطل على الفضاء الخارجي، فكيف يعقل لرجل الغد أن يتلقى تعليمه الأولى والإعدادي والثانوي في مثل هذه الظروف غير اللائقة بتاتا للدراسة؟• وكيف يمكن لتلميذ أن يمارس حصة الرياضة بدون أمان بسبب هشاشة الملاعب؟ فمن هذا المنبر نناشد كتلاميذ في طور التعليم استعدادنا لمستقبل أفضل جميع فعاليات المجتمع المدني، والسلطات الحكومية وغير الحكومية، وكذا المنظمات الحقوقية وغير الحقوقية بالتدخل العاجل لإنقاذ مؤسساتنا من رياح النسيان والإهمال ومخالب المسؤولية العديمي الضمير كما نرجو ألا تبقى وعودهم مجرد حبر على ورق•
ـ نجيب محيي الدين ـ واقع البنيات التحتية المعاش في مؤسساتنا الدراسية من خلال ذرايتي بمجال الدراسة بكوني تلميذة يمكنني أن أصف واقع المؤسسات الدراسية على مستوى بنيتها التحتية انطلاقا من أدلة قاطعة وحجج دامغة• تعاني المدارس بمختلف مستوياتها ابتدائي، اعدادي أو ثانوي التابعة للقطاع العمومي من نقص معوز في أبسط التجهيزات، فمن غير الصواب أن يتلقى التلاميذ دروسهم في فضاء ملوث وغير مريح• إضافة إلى ذلك يتميز التعليم بتنوع شعبه حيث نجد شعبة الآداب التي تتطلب مكتبات غنية وزاخرة بمختلف المراجع• والعلوم التجريبية التي تعتمد على التجربة كقيمة نواتية والعلوم التكنولوجية سواء كانت الميكانيكية أو الالكترونية القائمة على الحصص التطبيقية داخل الأوراش••• الا أن نظافة تنوع الشعب هذا لا يتناسب مع الإمكانيات المادية المتوفرة فهناك مكتبات نجدها معلقة طيلة السنة الدراسية ومختبرات تفتقر للأدوات والمواد التي تستلزمها التجارب وأوراش تتوفر على آلات ميكانيكية جد قديمة قد حلت محلها وسائل متطورة الشيء الذي يمنع التلميذ من مسايرة التطور في الميدان الذي يدرسه، كما أن كل ما أصيب بالتلف أو الاعطاب لا يعوض ولا يتم إصلاحه.•
منقول